خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

المعادلة الأساسية..!!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أحمد يعقوب المجدوبة

كل ما يحدث الآن من تصعيد وتوتر وعنف وإبادة كان يمكن تلافيه، وكان سيحل محله الأمن والأمان والتطور لشعوب منطقتنا، لو أن الكيان مضى قُدماً في خيار السلام الذي بدا حقيقياً في بداية التسعينيات من القرن الماضي.

لو أن الكيان احترم الاتفاقيات التي وقّع عليها وتعهد بتنفيذها في حينه وإنسحب من الأراضي التي اغتصبها وتصرف كدولة متحضرة تريد العيش مع جيرانها وتضمر الخير بدل الشر، لكان الجميع في وضع مختلف الآن.

الكيان وحده يتحمل ما حصل ويحصل من توتر وتدهور وعنتريات بسبب استمراره في عنجهيته وتنصله من اتفاقيات السلام، لا بل ونبذه لفكرة السلام أصلاً، ومحاولة التذاكي بفرض نفسه على المنطقة تارة عنونة وطوراً على مبدأ الذئب في ثوب حمل.

وتتحمل أمريكا والدول الغربية الداعمة له بشيك مفتوح المسؤولية كذلك.

كل الدول العربية، المحتلة أراضيها من قبل الكيان، بما فيها فلسطين، وغير المحتلة أراضيها؛ التي وقعت اتفاقيات والتي لم توقع، جنحت للسلم، واختارته خيارياً استراتيجياً بدل العنف والحرب. لا بل وقدّم عدد منها مقترحات سلام منطقية وعملية كان يمكن البناء عليها والمضي في تطبيقها، لولا موقف الكيان العدواني وسعيه للحصول على «السلام» المزعوم دون إعادة الحقوق الفلسطينية والحقوق العربية لأهلها، وبقوة السلاح.

منذ بداية الصراع مع الكيان، ولغاية الآن، والأردن يؤكد على معادلة أساسية تتكون من شقّين لا ثالث لهما، مرتبطين ارتباطاً عضوياً وواضحين وضوح الشمس.

الأول ويتمثل في أن جوهر الصراع في المنطقة برمتها هو القضية الفلسطينية؛ أما الثاني فيتمثل في أن لا أمن ولا سلام ولا استقرار لأحد دون حل «عادل وشامل ودائم» لها.

وها هي الأحداث تثبت صحة رؤية الأردن الثاقبة، وفشل وكارثية فلسفة الكيان العدوانية التوسعية.

الأردن يقول ببساطة جِدُوا حلاً ملائماً للقضية الفلسطينية تُحلّ قضايا المنطقة كلّها ويتحقق السلام فيحل الوئام بدل الخصام ويسود الأمن والأمان للجميع.

أما الكيان فيظن مخطئاً أنه يمكن أن يحقق «سلامَهُ» المزعوم عنوة ورغم أنف الجميع وبتجاوز القضية الفلسطينية، وأنه يفعل ذلك من خلال القوة العسكرية.

وما هي نتيجة مثل هذا التفكير الخاطئ؟ إنها زيادة عنف الكيان وتوحّشه، من جانب، وتوسيع دائرة التوتر والعنف والصراع في المنطقة من جانب آخر، دون أن يتحقق الأمن والاستقرار.

وحتى لا تقع الفأس في الرأس، وقد وقعت، وحتى لا تتوسع دائرة العنف والخطر، وهي على وشك أن تتوسع، لا بد للدول المؤثّرة شرقاً وغرباً من العودة للعقل والمنطق والحكمة والقانون الدولي وأن ترفع يدها عن دعم نهج الكيان الاستفزازي التأزيمي، والتي لولا دعمها له كما بينت الأحداث والوقائع، لتوقف على الفور؛ وأن تقوم بدعم دول المنطقة الملتزمة بالأمن والأمان والسلام، وعلى رأسها الأردن، الذي جنح للسلم منذ بداية الصراع لإدراكه حقيقة ثابتة راسخة، وهي أن العنف والحرب لا يحلان المشاكل بل يفاقمانها؛ وأن الحوار الصادق هو الذي يفضي للسلام.

آن الأوان أن يسود العقل وأن يُكبح جماح التهور والغطرسة؛ وآن الأوان لدعم المعادلة الصائبة الصّلبة التي طرَحَها الأردن ويَطرحُها، ودَعَمها العرب ويَدعمونها.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF